
تعددت صور المعاجم حاصرة الألفاظ في هذا العصر؛ فهناك المعاجم المتخصصة في العلوم سواء اللغوي منها أو الأدبي أو العلمي أو التكنولوجي. وهناك المعاجم التي تهتم بالمعاني أو الألفاظ وفق منهج يرتبط بالموضوع والتي تتسمى ب " المكنز".
تعريف المكنز:
المكنز هو أداة ضبط المصطلحات التي تستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوثائق أو بمعنى أخر من لغة المكشفين والمستفيدين إلى لغة أكثر تقييدا تسمى لغة النظام. ومن حيث التكوين والبناء فالمكنز عبارة عن مصطلحات مقننه مرتبطة مع بعضها البعض آليا ونوعياً تغطي حقل من حقول المعرفة الإنسانية.
ووظيفة المكنز أنه " يتيح للمكشف تمثيل المادة الموضوعية المحتواة في الوثائق بطريقة ثابتة موحدة، وأنه يحضر المصطلحات المستخدمة من جانب الباحث، في توافق مع المصطلحات المستخدمة من جانب المكشف".
يشتمل المكنز على الواصفات أو المصطلحات التي تستخدم في تكشيف أو تحليل الإنتاج الفكريفي مجال من المجالات.والمقصود بالواصفات هي مصطلحات المكنز التي تستخدم لأغراض التكشيف أما تلك التي لا تستخدم فتسمى اللاواصفات وقد تكون الواصفات عبارة عن كلمة واحدة أو كلمتين في تراكيب مختلفة مثل الصفة والموصوف أو المضاف والمضاف إليه.
والفرق بين المكنز و قائمة رؤوس الموضوعات، هو أن المكنز يصممأساسا لمشروعات التكشيف التي تعتمد على الحاسبات الآلية. وهو لهذا يصلح لتكشيفمقالات الدوريات في حين تصلح قائمة رؤوس الموضوعات للكتب، وإن كان هذا لا يمنع منإمكانية استخدامه في تكشيف الكتب. وعلى هذا فالمكنز هو قائمة بالواصفات وعلاقاتهاالترادفية والهرمية والاتصالية التي تكفل فعالية التكشيف واسترجاع المعلومات. ويكونترتيبه إما هجائيا أو فى ترتيب هرمى.
وبالعودة الى الهدف من الاعتماد على المكانز في معالجة محتوى الوثائق، نستحضر ما يؤكده أحمد بدر (بدر،2001، ص289) بأن "الغرض الاولي للمكنز هو إسترجاع المعلومات". هذا التأكيد يمكن التماسه من خلال العملية التوثيقية المتكاملة التي تبدأ باختيار المادة مرورا بمعالجتها المقننة بهدف تسهيل استرجاعها. لذلك فإن المكنز يستخدم لمساعدة إختصاصي المعلومات في التعبير عن محتوى الوثائق بلغة مقننة ومضبوطة تسهل على المستفيد مهمة البحث عنها واسترجاعها بدقة.
تتشابه المكانز من ناحية الهدف والوظيفة، لكنها تختلف من ناحية الاختصاص. فمنها العام ومنها المتخصص الشامل والمتخصص المصغر، ومن ناحية الشكل فمنها المطبوع ومنها الالكتروني. وكذلك تختلف من ناحية الانتاج والاستخدام، فمنها الالفبائي، المصنف، التبادلي، الأحادي والثنائي والثلاثي اللغة.